2011/12/25

الذهـب

يستخدم المتحدثون بلغة الإشارة اليد في التعبير عن الكلمات, وعلامة الذهب أو اللون الذهبي تكون بالصاق السبابة بالابهام وتحليق الثلاث أصابع الباقية إلى أسفل ثم تحريك اليد افقياً, ولكن المدهش في الموضوع أن نفس الحركة تستخدم لوصف شخص "ذكي" ولكن بتحليق اليد بجانب الرأس, بتعبير آخر "عقله ذهب"
كما هو موضح في الرابط هـنا


بين الذهب والذهب الأسود

ذهبت إلى قاعة السينما لأشاهد فيلم الذهب الأسود, لا أحمل معي سوى الماء حتى لاأصاب بحالة جفاف من المناظر الصحراوية أثناء الفيلم J .. حسناً ,, كنت أريد الاندماج ودراسة الفيلم بدون خرخشة الفشار التي تسبب الكثير من الأزمات الصحية والنفسية.


بدأ الفيلم برجل اضطر لتسليم ولديه لرجل جشع, يبدو أحد الولدين شهماً والآخر قد تعصف به الريح ويطير لخفته, كما أنه يضع نظارات للقراءة.

نشأ الولدين في كنف الرجل الجشع, وكان واضحاً تفوق الولد الأكبر على أخيه الأصغر في نظر المجتمع الذكوري, فهو يجيد القتال ويحب القنص. وهذا مايحدث دائماً, فالمجتمع يقسم أفراده حسب مقاييس يضعها, متجاهلاً أي مميزات أخرى قد تكون مختلفة في أفراد آخرين, وكأن النجاح أو الرجولة أو التميز يقتصر على أمور معينة فقط.
لفت انتباهي ذو النظارات وهدوءه منذ أول ظهور له على الشاشة.. لابد أن له قصة ما.. كأن يكون "عقله ذهب".

اعجبتني مصداقية طرح الأحداث ومحاكاة عقلية العربي في القرن العشرين. كالتمسك بأقوال الآباء, والولاء لمن يعطي أكثر, وتفسير الدين والقرآن بعقلية المجتمع وثقافته, الرق والعبيد, المهدي المهدي هههههههه..  الصد عن النساء بكامل الجسد كما لو أنهم سيصدون "ظربة فاول" ههههه ... الخ وغيرها من الأمور المضحكة المبكية.
أعجبني إظهار دور المرأة في قرارات المجتمع والتأثير على الرجال J بطريقةٍ ما.
وأكثر ما أعجبني أن الفيلم أشار أكثر من مرة أن القراءة تبني العقول والأفراد قبل أن تبني الحضارات وأن العلم يرتبط ارتباط وثيق بالقائد المطلع الذي يعرف كيف يتصرف. فالمال والجاه دون النظرة الاستراتيجية لاينفع, ولا التخطيط ووضوح الهدف ينفع بدون مال وجاه.
كما لم يكن الكل جاهلاً متمسكاً بالماضي بل كان هناك الشاب الذي يرى الأمور بطريقة مختلفة دون أن يمس أصول دينه فياخذ من الخير ويترك ماهو شر, يقتدي بالأنبياء, ويأخذ من الآباء مايبني المستقبل.


دروس ذهبية

- هل الهادئ داهية؟ يقال أن "الساكت ينخاف منه" بطريقة إيجابية أحياناً, نعم. فالهادئ ينصت ويراقب ويطبخ أفعاله على نار هادئة. لا تستخفوا بأصحاب النظارات المدمنين على القراءة. فأنتم لاتعلمون مستقبلهم. وفعلاً لم يخب ظني.. فالقارئ صاحب النظارات أصبح قائدا بعقله وحنكته وصبره.

- بعد أن استلم العرش وأحكم سيطرته على "قلوب وعقول" العشائر قام بأمر رائع. فلم يقتل الجشع بل أوكله في التجارة, المكان الذي يناسبه. وكأنه يقول إن لم تكن تحب المال فلا تدخل في التجارة.
كما أن الحب والرابطة الدموية أقوى من المال.

- "لست المهدي.. قل لهم أنا لست المهدي" عبارة قالها بعد أن قام من الموت "كما يعتقدون". بغض النظر عن ما يعتبره البعض ويعتقده آخرين.. لكن فعلاً الكل ينتظره. السؤال الذي يجب أن يوجه لكل فردٍ منا, ماذا لو كان بداخل كل واحد منا مهدي؟ كيف نصنع مهدي بداخلنا؟ أي نصنع صفاته فينا.

- لاتسمح لأفكار الماضي أن تسيطر على حاضرك فالمستقبل يحتاج لحاضر حر طليق. استفد من أخطاء الماضي وانشر المعرفة والعلم لبناء حاضر جديد.
"العلم" ليس مجالسة الكتب والمكوث عند العلماء وحسب, بل السفر وتجربة الجديد والاحتكاك بالآخرين وتقبل المجهول دون التخلي عن مانؤمن به من قيم.


النهاية, كانت بداية لزمن جديد.. نعم تأخرنا عن الحضارات الأخرى قروناً, لكن كما قال بطل الفيلم "نرى ماعندهم ونعلمهم مما عندنا" والآن بوادر الحضارة واضحة.

فماذا ستفعل بالذهب؟

2011/12/18

تسمو بروح الأوفياء


تسمو بروح الأوفياء ~ تشجيع الله يخليكم





تجمّع الأطفال والأهل والأصحاب في ساعات الفجر الأولى على مقاعد العروض العسكرية, الكل ينتظر وصول الأمير حمد بن خليفة والشيخ تميم بن حمد وابتداء العرض العسكري..
برودة في الجو ودفء الشمس على كورنيش الدوحة وأصوات ضحكات الأطفال, وتنوع الحضور بين مواطن ومقيم من مختلف الجنسيات. وبالرغم من ذلك رأيت أن عدد المواطنين كان أكثر.
أسعدني تواجد الشرطة المنظمين وحرصهم على راحة الجميع في مشاهدة العرض, أعجبني تفاهم وتعاون الناس في تلك الساعات.


توقع عالي

دائماً ما أتخيل ماسيحدث في أي زيارة قبل الذهاب إليها. لذلك وضعت توقعاتي قبل الذهاب للعرض العسكري. تخيلت وجوه الناس المبتسمة والتصفيقات الحارة وسعادة وجه الامير عندما نقوم بتحيته بحماس.
فلقد قدم الكثير لقطر ولشعبه الوفي, الكل يعلم عن زيادة الرواتب والتخطيط لكأس العالم والانجازات السياسية الدبلماسية في الوطن العربي, وإجازة يوم "الأحد". كل هذا يستحق منا أن نقف احتراما وتقديراً له, طبعاً.


عودة للواقع

هل هذا فعلاً ماحدث؟ ماتخيلته؟
حسناً.. بعد انتظار ساعتين بدأت المعزوفات العسكرية وبدأ الناس يشعرون بالنعاس.. وصلت سيارات الحرس الأميري الأولى وتحمس الناس "قليلاً" وتحمست "كثيراً" وصل الأطفال لتحية الأمير.. صفق القليل من الجمهور لمدة "قصيرة جداً" تشجيعاً لهم, أو ربما لأنهم شاهدوا إبناً لهم يقف لتحية الأمير. ولم يصل الامير بعد.
قلت في نفسي,,"يفضل أن تكونوا أكثر حماساً عندما يأتي الأمير" >_>
بدأ الأطفال يستعدون لوصول الأمير فأخرج الأولاد سيوفهم وأمسكت الفتيات بسلالهم المليئة بالريحان, عندها تحمس الناس أكثر.. وعندما أتكلم عن الحماس فهو كالتالي.. "صفقتين + امسك بالكاميرا حتى لاتفوتك اللقطة".
زادت حركة المنظمين ووصلت سيارات الأمير.. ارتفعت أصوات الأبواق والتصفقيات والصراخ..
ولاح أمام أنظارنا الأمير بيده التي تحيي الجمهور وبابتسامته اللي"مالها حل" كما قال الشاب الذي يجلس أمامنا بعد أن أخذ صورةً له بدلاً من أن يحييه.


لاأدري ماسمعتم وماشاهدتم لكن الناس انشغلوا بتصوير الحدث وإسعاد أنفسهم بدلاً من شكر وتقدير الأمير كما يجب.. شعرت أن مافعله الأمير طول هذه السنة يستحق "حماساً" أكثر من ذلك.. على الأقل صفقوا بحرارة ومن قلبكم.. اتركوا الكاميرات واستغلوا هذه اللحظات لإيصال حبكم وتقديركم له.


جانب العرض العسكري

هل تعلمون أن نصف الجيش يكون هناك ليقدم لكم العروض؟ هل تعلمون أن النصف الآخر يقوم بتركيز الحماية لمنطقتنا وأنتم تستمتعون بمشاهدة الآليات والملابس والأمور الأخرى التي تدهش أنظاركم كما لو كنتم صغاراً؟
هل تعلمون أنهم يتدربون من أجل هذه اللحظات لشهور؟ وأن هناك أفراد من الجيش ممن يترك لحظات الاستمتاع بهذا اليوم والجلوس مع أبناءه ليحمي الوطن.
ألا يستحق هؤلاء صوتاً مشجعاً أعلى من صوت فلاش الكاميرات؟ نعم يستحقون.



نعم استمتعنا.. وكان هناك من يشجع بصدق ويشكر بصدق, رأيت التعاون والابتسامات والأطفال يرفعون الأعلام والكلمات التشجيعية للشرطة المنظمين من الحضور.. لكن مازال هناك فئة كبيرة تفضل المشاهدة من بعيد.. بصمت.. وأنا لا أفهمهم أبداً أبداً.

2011/12/10

" شِيَم الفردوسيين"



لطفاً.. ومعذرةً.. أيها الإنسان مهلاً..
فكلٌ له رزقٌ هو آخذه في الحياة.. كلٌ له حقيقة.. كل له سعادة يطمع في الحصول عليها.

كفانا نزاعاً على أرزاقنا وسعادتنا.. كالأطفال نتجاذب أطراف لعبة الحياة.. فلننضج..
كفانا قتالاً عليها كالوحوش، يأكل بعضنا بعضاً.
لنتشارك، لنتعامل بعفوية وصراحة، وتفاهم..

كفانا إنكاراً لإنسانيتنا، وتكبراً عليها.. نعلم جميعاً أننا نحتاج لقلبٍ يحن، ويدٍ تمتد..
خُلقنا من أبٍ واحد وأمٍ واحدة، فكلنا أخوة..

لنلبس ثوباً جديداً ونبدأ عهد جديد في حياة الإنسان. ولنبني مجتمعاتنا بالتراحم والمحبة والتعاون والصراحة..
أليس منكم رجلٌ رشيد!؟ ألم تُهلكُم أثقال وتراكمات الكذب والحقد والحسد المكدسة في القلوب!؟
ألم يأن لنا أن نخشع مع هذا الكون وننسجم معه.. نسافر ونمضي بخطى ثابتة نحو خالقنا، وراحمنا، مبدع قلوبنا وعقولنا..
ألم يأن لنا أن نتبع ذلك القائدِ الصغير الذي يخفقُ بين أكتافنا.. يشد عليها ويثبتها..
ألم يأن لأرواحنا أن تختار الأفضل!؟

الطريقُ واضحٌ معالِمهُ، والإنسان منشغلٌ بالحصول على سعادتهِ.. ليستمر في الحياة، لقد نسيَ أن السعادة في آخر الطريق، وأنهُ بالنظرة العالمية وإعانة إخوته سيجدها، و سيجدها عند خالقه.. فالفردوس ليست إلا لمن يتخلق بشِيَمها.



2011/11/30

رواية وتحدي وحياة

انتهيت البارحة من رواية الخيميائي بعد انقطاع طويل على أول عشر صفحات, لم أستسغ كلماتها, ولم تشدني المقدمة لأكملها..
ولكن بدأ الضغط عليّ وطلب مني الجميع قراءتها, فالكل يمدح الرواية والكاتب, وكل مكان أذهب إليه, يتم سؤالي.. هل قرأت رواية الخيميائي؟ ..! لا لم أقرأها وأشعر أنها لاتناسبني..

حسناً, إنه تحدي بيني وبين هذه الرواية البرتقالية الغلاف.

قررت قراءتها بروح جديدة, قلت في نفسي "هذه المرة سأقرأها بخيالي وروحي.
بدأت من البداية من جديد وشيئاً فشيئاً اندمجت في أحداثها..
تجرني الصفحات لكاملها..
كنت أبحث عن نفسي في أبطال الرواية..
أفكر في فلسفة الحياة وأربطها بمجرياتها..
أترقب النهاية بشوق, وأقتفي آثارها..

حتى وصلت لمراحل كنت أبكي فيها ,, ماذا؟؟ أووو أجل بكيت وكانت الدموع تقطر بغزارة,, معاني عميقة ~ جوهرية ~ خيالية... هل أكمل؟ يكفي أنني بكيت وليس من عادتي البكاء وأنا أقرأ قصصاً أو أشاهد فيلماً.. وقد يستغرب بعض أصدقائي.. فعندي معيار لجودة الأعمال الفنية.. إذا بكيت "فهو أكثر من ممتاز ورائع وتخطى أي عمل" وإن لم أبكي فيعني أنه جيد وممتاز..

ثلاث أفلام فقط جعلتني أبكي.. - ليس هذا ترويجاً لكن ربما وافقني أحدكم على ذلك -
I'm Sam
Into the wild
Cast away

وكتابين فقط..
صيد الخاطر
النور الخالد محمد صلى الله عليه وسلم "محمد فتح الله كولن"

وروايتين..
رواية "ممو زين"
وصديقة الجميع "الخيميائي"

بكائي يدل على حصول الرواية على درجة الامتياز :)
فهنيئاً لي ,, وشكراً لمن كانوا سبباً لجعلي أقرأها :) وشكراً لراوي الحكاية "أحترم عقلك"


وكما قالت "زهرة إبريل" في مدونتها, تصف حكم الرواية ومقاصدها العميقة..
لكل إمرأ أسطورته ولابد أن يسعى لبلوغها و " عندما ترغب في شئ ما فإن الكون بأسره يطاوعك على القيام بتحقيق رغبتك "، فـ" ليس هناك سوى شئ واحد يمكنه أن يجعل الحلم مستحيلاً ... الخوف من الفشل " ، و على المرأ أن يقتنع بما لدية فـ " كل نعمة لا تقبل .. تتحول الى لعنة " ، كما على المرأ أن يؤمن بأن " لكل شئ في الحياة ثمنه " ، ولكي تدرك عظمة الكون " يكفي ان تتأمل حبة رمل واحدة ، لكي ترى فيها كل عظمة الخلق " ، كما أن للقلب خفقة لا يدركها سوى المحبين و" عندما نحب نريد دائماً أن نكون أفضل مما نحن عليه "


انتــــــــــــهى

2011/10/05

أستاذتي النجمة


بعد صلاة المغرب وسط ملعب العشب الأخضر، استلقيت ناظرةً للون السماء الذي يميل للظلمة.. لم أرى سوى نقطة من نور صغير يلمع وسط الظلام، كأنه دمعة انحبست في عين السماء، يهتز بريقه من بعيد.. إنها نجمة. لكنها لسيت كغيرها من النجوم.

حدثتني نفسي بأن أحدثها وأسألها عن سر ظهورها وحدها! فردت بعدم وجود سر في ظهورها وبأنها هناك منذ زمن وأنها لم تظهر إلا عندما تمعنت ورأيتها رغم صغر حجمها. هي موجودة وبريقها وصل إلي بعد اشتعالها منذ ملايين السنين. لم ألحظ جمالها وسط الظلمة إلا عندما أردت أن أبحث عنها. وكانت سعيدةً بذلك.






سألتها قائلةً: أنتِ صغيرة. وسط ظلام واسع لوحدك. ماذا تفعلين وما أنتِ فاعلة؟
ردت قائلةً: لست صغيرة، لكنك بعيدة عني وكلما اقتربتِ أكثر ستشاهدين جمال نوري وحجمي الحقيقي وتقدرين مكانتي وسط الظلام. الظلام صديقي فهو يزيدني جمالاً، ويكون بجانبي ليزيد من وضوح نوري.

إنني أقدم الكثير وأنتِ تعلمين يا فتاة. لكنك تستغربين حجمي. تعلمين أن اقل ما أقوم به هو جعل أحدكم يفكر ويتأمل ويبوح بما في نفسه.
 قلت: وكيف تظهرين دون غيرك من النجمات.
ضحكت قائلةً: لا يا فتاة، أمعني النظر جيداً.. فهناك حولي الكثير. ألم أقل إنكِ رأيتِ بريقي عندما أردتِ ذلك!؟.


قاطعتها لأحول نظري في جميع الاتجاهات لعلي أرى صديقاتها.

نعم، أنتِ محقة.. هناك واحدة أصغر بقليل.. وأيضاً هذه أخرى.. وربما كانت هذه واحدة صغيرة جداً !! أم هو خيالي مجدداً يوهمني أن هناك بريق من بعيد وأملاً بوجود نجمة أخرى.

عدت إليها، وأخبرتها أن تستمر في الاشتعال.. ويوماً ما سأراها أكبر وسأخبرها أنها أجمل نجمة رأيتها، لأنها أضافت لي دروساً في الحياة أتعلم منها.


دروس نجمة

نعتقد أحياناً أننا فهمنا البشر وعرفنا جوهرهم وخبايا أعمالهم. خصوصاً إن كنا والدين أم معلمين أم أصحاب شركات ومدراء. نقوم بالنقد ونوجه أصابع الاتهام لمن هم دوننا حجماً وعمراً ومنزلةً. نتغافل عن وجود نجمة كهذه بأرواحهم.
كل طفل، أم مراهق، موظف، عامل،...الخ، يمتلك نوراً جميلاً بداخله. لانرى هذا النور لأننا ببساطة لانريد ذلك.. وكلما اقتربنا أكثر من شخصهم، تعرفنا عليهم، تعايشنا معهم. رأينا ذلك النور وحجمه الحقيقي. عندها نقدرهم ونعاملهم بما هم أهله. وفي المقابل نحصل منهم على التقدير والحب الذي نتمناه.

هناك الكثير حولنا وسط الظلام ومشاكل الحياة.. ومن شدة الظلام الذي هم فيه لانرى نور أرواحهم إلا إذا أمعنا النظر واقتربنا.

يذكرني هذا التصرف بالرسول عليه الصلاة والسلام. إنه يعامل الجميع على أنهم نجوم، فكان كل واحدٍ من الصحابة يعتقد أنه محبوب الرسول والمفضل لديه. (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) فكلكم قائد في مجاله، وهذه صفات القائد الحقيقي، لديه مسؤولية ويقدر دور الاخرين.. يرى النور وسط الظلام في كل شخصٍ أمامه، ثم يشاركه نوره وينميه بالاقتراب منه أكثر وأكثر، يمسك بيده نحو النور الأكبر ليتحد معه ويحقق هدفه الذي أمره الله به. عبادة الله وإعمار الأرض.
*(الليلة صافية,, ابحثوا عن نجمتكم)

2011/06/20

هُويتنا كبَشَر

نمشي في ممرات الحياة وطرقاتها باحثين عن أنفسنا وهُويتنا.. قد نضيع, نتفكر في كينونة أرواحنا وماتفعله في هذا الزمان والمكان. كلٌ وظروفه وأسلوب حياته. نقابل الآخرين بروحٍ قوية, بالرغم من الألم الكبير الذي يسببه لنا الضياع, وبسبب عدم قدرتنا على فهمه قد نصاب بالإحباط والتشتت.
نحن نحب السعادة ونكرة العيش في ألم.. نريد الخلاص. إما بقوةٍ خارجةٍ عنا أو نتحمل حمل مسؤولية خلاص أنفسنا... وسأختار الثانية. فلن يتحكم بحرية وخلاص نفسي بعد عون الله سبحانه وتعالى إلا أنا, سأخلص نفسي من قوانين الحياة الإستعباطية, سأفرض نفسي, سأُكوِّن مجتمعي, سأبني مدينتي الفاضلة, وسأعيش مع من أحب.
نحن نحب أن يهتم بنا الآخرون, وإن لم يفعلوا فسنهتم بأنفسنا, وسنستمر بانتظار اليوم الذي سيهتم بنا من يُقَدِّر ويعرف قيمة أرواحنا.
نحن نحب أن يُعتَرَفَ بنا, بهُويتنا, حتى وإن كانت مشتتة.. فالمهم هو أنت.. روحك.. فجميعنا ننتمي لهذه الروح وجميعنا ننتمي لهذه الأرض وربما ننتمي لقضيةٍ وقيمةٍ واحدة.
دائماً ما أفكر.. ماذا لو كنت مكان شخص آخر في هذه الحياة.. سواءً في قطر, السعودية, فلسطين, أمريكا, الفلبين, اليابان, فرنسا ...إلخ, كيف سيكون حالي؟! ربما لن أكون ما أنا عليه الآن, ربما لن أفتخر بنفسي! فالله سبحانه وتعالى أعلم بالمكان والزمان الذي يناسبني. فربما مكاني الذي لا أريده الآن هُو الأنسب.. بل بالتأكيد.
فقط علينا الإيمان بأرواحنا وقدرتها على الإستمرار في أي مكان وزمان.. علينا أن نحب, نعطي, نشجع, ونتعاون.. نحن بشر, وهذه هُويتنا
ببساطة, أنتَ, أنتِ في أي مكان وزمان

2011/05/22

صيفيات

مع انتهاء فصل الربيع, وبداية فصل الصيف.. يبدأ حوار كهذا..

أمي: هند لماذا غرفتك تشبه السونا؟ حاااارّة جداً
هند: أحبها دافئة, البرد يكسر عظامي
أمي: لا يستطيع أحد أن يدخل إليها! ألم يحن الوقت لتشغيل جهاز التكييف؟
هند: أنا قلت لكم فقط أشغله 4 شهور في السنة,, لم يأتي الوقت بعد.. الجو مازال جميلاً :P
أمي: يا اللـــــه لن أدخل غرفتكِ بعد الآن
هند: ههههه لابأس اذهبي إلى غرفة أختي هناك ستجدين قوم الأسكيمو يصطادون السمك
أمي: لهذا ساتحدث معك من عند الباب فقط ههههه

هذا الحوار يتكرر بطرق مختلفة مع كل شخص يقوم بالمرور بجانب غرفتي.. ستقولون أنتِ مجنونة, غير معقولة؟ لهذه الدرجة؟؟
نعم لهذه الدرجة "أحب الصيف" وأحب كل شيء له علاقة بالصيف

يذكرنـــي

يذكرني الصيف بالحروف الكبيرة التي أخطها في دفتر المدرسة لكتابة الإنشاء عن خيوط الشمس وتغريد العصافير والبحر الأزرق العميق والسماء الصافية الخالية من الغيوم.. فكم مرة ومرة كتبنا مواضيع إنشائية عن الصيف حتى استقام الخط ونضج القلم.. وحملنا دفاترنا وحقائبنا ننطلق فرحين من بوابة المدرسة للخارج.

يذكرني الصيف بقبعة القش التي كانت ترتديها الفتاة التي تطل من نافذة بيت الجيران.. يذكرني بحبيبات الرمل العالقة على جرح أقدامنا الصغيرة جراء المشي على الشاطئ, عندما علمتني أمي كيف أطفو على الماء.. يذكرني عندما اجتمعنا مع الأهل والأصحاب لتناول الدجاج المشوي والذرة في حديقة المنزل.

يذكرني الصيف باليوم الذي سَمِعت فيِه أمي صوتي الصغير يصيح بها لأول مرة "واءواء",, فكيف لمولودة الصيف الا تعشقه؟



عندما ياتي الصيف

يبدأ "الهذيان الصيفي" مع ارتفاع درجة الحرارة، فتبدأ جزيئات المخ بالدوران العكسي ويصبح المزاج عالياً.. يصاحبه أفكار مجنونة لقضاء الوقت بمغامرات لاتنسى مع اخوتي.. وربما مغامرات خطيرة بعض الاحيان. لايهم إنه الصيف.

انتعاش الصيف

ربما انتابكم الشعور بحرارة الجو وأنتم تقرؤون!! :)) لهذا هناك وقت للانتعاش.. الماء والهواء.. العشب الأخضر البارد المبلل..
من مزايا الصيف أننا نستطيع أن ننتعش فيه.. فكيف لنا أن ننتعش في جو بارد؟
ينعشني في الصيف صوت ماء حوض السباحة عند التقائه باجساد الأطفال النحيلة وصرخاتهم وهم يقفزون بمرح..
ينعشني عندما تتناثر قطرات الماء على وجوههم الضاحكة من شعرهم المبلل بعد غطسة عميقة..
ينعشني عندما يطلبون المزيد من العصير الطازج مع الثلج, ليتم تراشق الثلج واللعب به فور الانتهاء من العصير..
ينعشني بلياليه الهادئة حول حوض السباحة والسمر العفوي مع افراد العائلة, وهبات النسيم المعتدلة التي تجفف الماء من ملابسنا وتحمل معها رائحة الطبيعة.

اهلاً بك يا صيف

شاركوني بعض ذكرياتكم الصيفية.. n_n

2011/04/02

تكنوهند - الكمبيوتر


لكل منا مواقف في حياته, ولكل منا خبرة ومعلومة استفادها من الحياة. من بين أوراق حياتي اخترت قصصاً بدأت معي منذ الطفولة..واستمرت معي وتطورت.. من بينها أوراق عاشها الكثير, وبعضها كانت تجارب خاصة.

 
قصصي مع التكنلوجيا, نعم.. لقد كانت التكنلوجيا جزءً من طفولتي.. قليل من العبقرية لم ألحظها إلا عندما أتذكر ماكان يحدث معي من مواقف تكنولوجية.


اللقاء الأول


إليكم ماحدث عندما أحضر والدي جهاز"الألعاب الجديد" إلى المنزل .. حسناً لم يكن كذلك حقاً بل كان جهاز كمبيوتر "صخر" للطباعة والرسم والجدولة.. كنا نلعب به بعد الانتهاء من حل الواجبات المدرسية.
كنت حينها في الثامنة, واخوتي بين الثالثة والسادسة.. والقانون هو "للصغار الأولوية في اللعب". كنت أتشوق للمس الجهاز بنفسي دون ازعاج من الآخرين.. كنت أريد اكتشاف مافيه وماذا يفعل كل زر من الأزرار.. وويلٌ لمن يلمس الجهاز بغير استئذان, وويل لمن يلمس شيئاً غير الألعاب... لكن لم يقف الموضوع إلى هذا الحد فكان لابد من التجربة.. حاولت أن ألمس الأزرار كل مرة ومع كل مدة اصبع أرى يداً تمتد على اصبعي لتبعده, دون فائدة. وحاولت أن أقنع والدتي بتجربة الطباعة عليه لأكتب قصة.. وبالفعل تم الاقناع .. وأخيراً فتحنا شيء آخر غير اللعب.. :) إنتصار

هذه أول مقابلة بيني وبين جهاز كمبيوتر في حياتي.. صخر صناعة 1986 .. ومازلت محتفظة بهذا الجهاز ^_^




اللقاء الثاني


خالتي تعمل مدرسة حاسوب للمرحلة الثانوية. كنت حينها في الاعدادية ومتشوقة لحصص الكمبيوتر جداً.. كنت أرى شاشة التوقف شيء خيالي ورائع ويجب علي معرفة كيف أكتب اسمي على الشاشة ليظهر بعد دقائق>>  (**)" ... زادت زيارتي لخالتي حتى ألعب بالشاشة,, لم يكن عندي جهازي الخاص بعد. بعدها بفترة قصيرة احترفت الكمبيوتر وأصبح يشغل معظم وقتي خصوصاً أنني دخلت المرحلة الثانوية وأصبح لدينا الكثير من الواجبات الكمبيوترية.

أما مادة الكمبيوتر فهي مملة جداً جداً.. فقد تخطيت مرحلة الأساسيات. المعلمة دائماً تشرح معنى الفأرة والإغلاق والتصغير والحفظ.. كان شيئاً مملاً.. وفي التدريبات العملية كانت تجلس ثلاث طالبات على كمبيوتر واحد, وهذه المأساة الكبرى التي جعلتني أفكر بصدق بشراء جهاز خاص بي أتدرب به في المنزل لوحدي بعيداً عن تسلط الطالبات وحبهن لامتلاك الجهاز لهن وحدهن.. حسناً ربما لأنها لا تعرف كيف تمسك الفأرة! وربما لأن الحصة انتهت ولم ننتهي من حل التدريب..!

من عادة والدتي أن تخبئ لنا عطايا العيد من ريالات وقروش. فمنذ نعومة أظافري لم أرى منها شيئاً إلا خمسون ريالاً بعد العيد مباشرة لأشتري بها الهدايا. ثم تأخذ الباقي حتى لا تُصرف على الحلوى والأمور التي لاتنفع ولأستفيد منها في المستقبل.. شكراً أمي, فقد كنت أغنى فتاة بين صديقاتي عندما كنت في المرحلة الثانوية..وصلت ثروتي حينها لعشرة آلاف ريال,, لا أمزح :) عندها عرفت معنى النقود وقيمتها..

وهاهو جهازي الخاص بي في الغرفة.. متوسط الحجم, شاشة نظيفة, لوحة مفاتيح, وهارد دسك كبير.الخ. اشتريته بنقودي ^_^ لا طالبات لا ازعاج .. انا والكمبيوتر وحدنا تحت ضوء المصباح.. وجاء وقت الاكتشاف
كنت أقرأ كل شيء يظهر من مشكلات وأحلها بنفسي, أحاول اكتشاف الرابط بين الاجراءات والأخطاء, وأحاول فهم أسرار لوحة المفاتيح والبرامج المتنوعة واحداً واحداً.. حتى أنني كنت لا أقوم بخطوة إلا عندما أتأكد أنها لن تعطل شيئاً آخر.. أصبحت أفضل من خالتي في الكثير من الأمور.. شعور بالانتصار على هذا الجهاز.


ومع مرور الوقت اكتشف الذين من حولي قدرتي الهائلة على فك رموز الكمبيوتر "كما يعتقدون".. لست بالخبيرة, لكن عندما يكون الانسان وسط بيئة لاتعرف شيئاً عن موضوع معين.. ويكون لديه المعلومة البسيطة المنقذة, يصبح هو البطل المغوار الذي يستنجدون به وقت الأزمات..

حينها يعاتب الانسان نفسه على هذا العلم الذي عنده ويندب حشورة أنفه فيما لايعنيه من أمور,, فالآن لا مفر من أن يناديك أحدهم لتصلح له جهازه المعطل الذي سيحترق, لتكتشف أن العناء كله والمسافة التي قطعتها والواجب المهم الذي كنت تقوم به.. كان لمجرد ضغطة زر واحدة تنهي الموضوع. في البداية تشعر أنك البطل,, ثم يستعينون بك في المدرسة والجامعة والبيت والعمل وكل مكان ...!؟ حسناً في النهاية أنت تقدم المساعدة وتزرع الفرحة وتساعد على إتمام الأعمال وتكسب الأجر... رائع.

شكراً للمتابعة.. أتمنى أنها أعجبتكم.

في هذه القصة تعرفتم على رحلتي مع الكمبيوتر.. في القصة التالية ستكون رحلتي مع التلفاز.

2011/02/15

الحب الأبدي




تذكرت.. الباب الذهبي.. اهو حلم أم حقيقة..!
يقترب ما يقترب، أشعر بالحنان والأمان
أريد ان احكي كلماتي ولكن لا أستطيع.. اكتفي بنظرة محبة وابتسامه
قلبي خائف.. حيرة شديدة.. وحب عظيم
الحياة، الوقت، أمي، أصدقائي، أنا! كل شيء
انتهى..
ولم ولن ينتهي..
حب الله تعالى باقٍ في أرواحنا..
حتى اللقاء..
عند سدرة المنتهى

2011/02/02

ذَراتِ الرَّحمات


تحملُ ذَراتِ المطر برودةً ودفئاً يلامس الروح, فتنعشها وتسقيها..
في كل ذرةٍ رحمةٌ من الرحمن وفي كل قطرةٍ حكايةٌ وموعدٌ مع النفس,
تجالسهُ وتحاكيه عن العالم الذي أتت منه, فتوقظ الأمل في النفوس, وتجددُ سعادةَ الروح.

ذَراتِ المطر رائعة, طاهرة, معطاءة, كريمة, حنونة, صادقة, أرقى صديقْ وأعذبُ جليسْ..
فعندما رأيتها قادمةً من السماء لم أتردد..
أسرعت وأخذتُ خيطاً قوياً من الأمل وقمت بتجميعها, لتشكل عقداً من الألماس الَّلامعِ حول عُنُقي,
أتجمل بها للحياة, وأمارسُ أنوثتي, وأداعبها بأناملي, وأجددُ بها سعادتي..

فاشتكتِ الذراتِ الأخرى المتساقطةُ على الأرض. فقلت لها..
 إن لكِ نصيباً من مجالستي فلا تحزني,
فخضبتُ أقدامي بها, وجمعت ماستطعت بيدي,
لأرفعها للسماءِ.. أدعوا بها الرحمنَ أن يعيدَ لي اللقاء مع ذَراتِ الرَّحمات.