2014/03/28

لم تكن بعيدة أبداً

كانت أقرب مما تصورت ~

من أربع سنوات كتبت ...


 والآن، كل يوم تتحقق الأحلام..

سافرت إلى معظم الأقطار التي تمنيت زيارتها ومالم أتمنى كذلك.. قمت بزيارة ماليزيا وتركيا وتونس وكوستاريكا.
غصت في الأعماق لمسافة خمس أمتار في البحر المتوسط وسبحت مع الأسماك في الهندي.
ومازلت أرسم.. وأراقب السماء.. حتى أستعيد حيويتي في كل مرة.
ومازال هناك الكثير لتحقيقه.

كيف حدث ذلك؟

لايحتاج الأمر لعملية مستحيلة.. فقط عليك أن تؤمن أنك تستحق الأجمل والخير في هذه الحياة.. جدد نيتك واتق الله وتوكل، وستجد الأمور تأتي بنفسها إليك من غير تكلّف.

فقط يجب أن تركز على الخطوات الصغيرة، والوعود الصغيرة وتحققها، وتستثمر الفرص المتاحة.. أي أن تبحث في الممكن.

عندما قررت كتابة هذه الأحلام كنت في مقتبل شبابي، لا أعلم شيء عن الصعاب التي يمكن أن تواجهني في تحقيقها.. تماما كالطفل البريء الذي لم يجرب الخروج من المنزل.. كانت هذه الاحلام كما الخروج من منزلنا الدافئ.. لكن قوة المشاعر حينها لم تكن عادية.. ليتنا نستطيع إعادة شحن مشاعرنا في كل مرة نخفق فيها أو في كل مرة نشعر بالاحباط، وأظن أننا نستطيع.

ماذا يجب ان أفعل؟

سأنتظر اللحظة الحاسمة في المرة القادمة وسأكتب أحلام جديدة، وأضيفها، علني أظفر ببعض منها إن كانت لي خيراً.
عندما تعيش الحلم الذي تمنيته لاتشعر بشيء غريب أو دهشة فائضة أو نشوة فرح
بل سكون ومراقبة.. متعة جميلة يتخللها حمد وشكر وامتنان.. وبعدها تدرك أنك حققت حلما.. وتراقب حالتك الجديدة..
ويبدأ التساؤل.. هل حقاً هذا ما أردته؟
وعندما تكون الإجابة "نعم" تبتسم .. وتحمد الله لأنه هو الموفق والميسر في كل الأحوال.. وتطلب المزيد

وإن لم تكن نعم .. فبالتأكيد ربحت تجربة الطريق واكتشاف ذاتك من خلاله.

لم أتذكر تفاصيل ماكتبت، وبعد مرور سنة أعدت قراءتها وبعدها بعام كذلك وخلال أربع سنوات.. وعندما عدت إليها هذا العام أدركت أنك إن نويت شيئا باخلاص.. إما أن يتحقق أو يتحقق شيء يشابهه.. أو أن تظفر بالطمئنينة.. المهم أن لاتكون فارغ بلا حلم.

يارب الحمد لله على هدايتك وهداياك.. حمداً كثيراً طيباً.

2013/09/23

هُو


ستكون شجاعاً بما يكفي لترتبط بي
لايهمك جنوني العابر وطفولة وجهي
وأنت تعلم أن الحقيقة دائماً نادرة ولاتتكرر

كل ماتبقى وقت كتبه الله بيننا، لأنني أؤمن بوجودك.

تقول أمي سيخطفك شخص لايقول لك لا.. وإذا قال ستوافقينه لأنه لايقولها من فراغ
تقول أمي أن الأشياء الجميلة تأتي متأخرة لأن الله يحب اختبار عباده
تقول أمي أن السعادة تجلب سعادة أكبر منها
وأنا أؤمن بما تؤمن به

الفتيات الصغيرات اللاتي كن يلعبن بالدمى أصبحن أميرات.. كل واحدة منهن قصة مختلفة.. لا أفهم كيف لهن أن يعشن نفس الحياة؟ وبنفس النمط؟
دائماً كنت أتشوق للقصص المختلفة التي تحدث لإحداهن، وأستبعد النمطية التي كتبها المجتمع.. لأن الحياة فوضى مرتبة والأرزاق في السماء، والسماء ذاتِ حُبُك.. فكيف لهم أن يرسمون للناس ويحددوا لهم رزقهم؟ وحده الله يملك مفاتيح الرزق.. الأميرات فقط عليهن السعي في أنفسهن في سبيله

مازلت أتذكر حلم الطفولة.. لم أرغب يوماً بفارس على حصان.. فهذه النمطية تقتل روحي.. كانت لدي صديقة أرادت فارساً يخوض البحار وأخرى على كتفيه نجوم.. لم نكن متشابهات يوماً
لكن هدفنا مشترك.. يشبه الدمى والألعاب البلاستيكية

 ستكون شجاعاً بما يكفي لترتبط بأميرة لها أجنحة.. تحب الضحك والركض، وتجلس لوحدها أحياناً..
ستتفوق عليها في أمور وقد تتفوق عليك في أخرى ولن يهمك الأمر، ستكون شجاعاً بما يكفي لتحتوي اتساع قلبها ومغامراته وطموحه

وسأكون شجاعة بما يكفي لذلك كله

وبدون نقطة نهاية




2013/09/20

صيفيات - 3


دائماً نجد متسعاً من الوقت للاسترخاء وللضحك..
تلك اللحظات التي نسرقها من بين الأيام لاتقدر بثمن.. لحظات السعادة هي التي يجب استثمارها.. لحظات بسيطة بدايةً بمراقبة النمل وأخرى بالتمرغ في السماء.. فالسعادة اختيار.

في الصيف نهرب من الحرارة لأننا نعتقد أن الحرارة لاتساوي السعادة.. وننسى أن بامكاننا صناعة السعادة في أجواءٍ حارة.

في الصيف نستمتع بنسيم البحر ودفئ صدفاته النائمة، نراقب الطفل الذي يركض مع صديقيه بملابس البحر المرحة بالألوان، نمرغ أقدامنا في زَبدٍ أبيض يخطف منها ماعلق من رمال..

الشمس والبشرة صديقان حميمان.. وجودهما معا ينتج لوناً أسمراً يشبه الشوكولاه.. وعندما تتهيأ الأجواء مصحوبة بملح البحر تكتمل القصة.. وتبدو عليهما السعادة.


يأتي الصيف بحرارته فتبدأ جزيئات المخ بالدوران العكسي معلنةً طاقة غير عادية للمغامرة.. لايهم إن اعتقد الآخرون أننا مجانين.. لأن المجنون من يترك فرص السعادة تفلت من يديه سارقةً معها شباب الروح.
يأتي الصيف .. وترتفع درجة الحرارة وتتبعها حماسة القلب مما ينتج مخلوقاً يشبه الأطفال لكنه أكبر من الحياة.. إنها المتعة المباحة.



السفر مغامرة صيفية نجد فيها أنفسنا في وجوه الناس ونعيش فيها بسكن يشبه بيتنا في تجرده.. نحاول رسم صورة مقاربة لحقيقتنا ونرسم السعادة.

نسير خطوات لم نسرها من قبل وننظر في خلق الله.. نتفكر.. نتعلم.. نبدع.. نتجرأ أحياناً للجمال.. ونخاف من الفشل.. ونحاول دائماً.. نعلم جيداً أننا في النهاية خلقنا لأشياء جميلة نحبها وتحبنا.



هدوء الصيف قاتل إلا لضوضاء العقل.. تخمد الجوارح في جو حار ورطب.. ويعمل العقل بوعي روحي وحضور جميل.. تتحدث مع نفسك عن الأمنيات بصوتٍ عالٍ تسمعه أنت فقط.. تراها كالسراب وسط الصحراء وتنعشها بدعاء لتتحول لواحة حقيقية.

صديقي الصيف.. تأخرت عليه هذه السنة.. لكنني لم أنسى أنه في القلب أستطيع استعادة لحظاته باستدعاء تفاصيلها في أي لحظة.
ودائماً يعود الصيف بشكل جديد.. هذه المرة على غير عادته يفاجئني بأرزاق أحبها

كجنون السعادة البريئة وشكر للجمال والخير والحب والحلال.

إلى اللقاء صيفي العزيز n_n