2012/12/10

تجربة طيران رقمي

مكتشف في الأرض

لم أكن أعلم أنني انضممت لطائفة مستخدمي تويتر إلا بعد أن قمت بالتغريد والتحليق فيه بصدق..
أذكر المرة الأولى التي دخلت فيها عالم التواصل الاجتماعي، بالفيسبوك لأن إحدى صديقاتي في الجامعة سافرت وقررنا التواصل معها بهذه الطريقة ثم تحول الأمر لمشاركة المعلومات والهوايات والتواصل السريع مع شخصيات مهمة بسهولة.
بعدها سمعت بتويتر ولم أكن أرغب في الانضمام إليه لأنني كنت أريد التركيز على نشاطاتي ودراستي.. فاكتشفت في إحدى الملتقيات الشبابية التي كنت جزءً منها أن الفتيات كانوا يتناقشون عن التفاعل الذي يحدث على "هاشتاغ" الملتقى.. وأن الأخ الفلاني يرد على هذه النقطة بكذا وأن الدكتور رد عليه بنقطة أخرى.. فسمعت صديقتي تقول.. اللي يحضر الملتقيات والندوات بلا تويتر فهو لم يحضر الملتقى.. فهناك عالم آخر يحدث وراء الكواليس في العالم الرقمي.


طائر يغرد

صراحةً.. استفزتني النقاشات التي تحصل ولم أتردد بالمشاركة.. كنت حينها لا أتقن استخدام تويتر.. وقد أخفقت في استقطاب الناس حول ما أقوم به من نشاطات أو ما أقوله من كلمات.. أردت أن أنشر ما عندي من معلومات وخبرات لأشجع الشباب وأشاركهم جوانب أخرى في حياة الآخرين التي قد تكون مفيدة لهم بغض النظر عن من هو هذا الشخص.. ولم أفلح.. وقررت الانسحاب وانسحبت. لأن تويتر كان سخيفاً بعد انتهاء الملتقى. كانت تجربة التغريد العادي الغير مدروس مهلكة لنفسي ولم يكن بوسعي الاستمرار.


إنسان يتحدث بحرية

بعدها بشهور عاد الناس يسألون: هند، عندك تويتر؟ .. لا، كان عندي ولا أحتاجه يكفي الفيسبوك... لكن تويتر غير أسهل وأسرع في التواصل ويمكنك التحدث مع أي من الشخصيات التي تريدين بلا حواجز.. ممممم نعم لكن سيأخذ من وقتي ولا أرغب بالمزيد من الأصدقاء... ليس بالضرورة أن يكونوا أصدقاءك! ... سأفكر بالأمر.. وربما إذا انضممت سأتحدى نفسي بأن يصبح المتابعون أكثر ممن أتابعهم .. ليس لشيء إلا انني أريد  إثبات أن ما أغرده وأكتبه وأرسله مثير للاهتمام وذو فائدة لمجموعة كبيرة من الناس.. حتى وإن خالفوني الرأي.
وهكذا عدت بأسلوب جديد يحاكي هند صاحبة التفكير الغير عادي للأمور.. "أتفلسف" وأكتب عن نظرتي للمجتمع والسلوكيات المختلفة التي أواجهها في حياتي.. ثم تغيرت نظرتي للناس والحياة مع النقاشات التي تحدث وتعلمت أمور جديدة في نفسي لم أكن أعلمها.. صرت لا أبالي بإقناع الآخرين برأيي أكثر من أن نتفق على حل وسط أو نعلم أن الحقيقة لن تظهر بيننا. أشارك ما عندي لأتعلم أولاً من آراء الآخرين، ويستفيدون مما عندي.. أصبحت أغرد وأنا مستمتعة.. وأستمع لأجمل المغردين وأشاركهم ما عندهم.. تعلمت الكثير.
هكذا انتقلت من مجرد مكتشف في الأرض، لطائر يغرد، ثم لإنسان يتحدث بحرية.. وأصبحت أحلق بين طيور أخرى أحبها في سماء الحرية..


كهذا كتب الأخ @FahadBuzwair
تويتر = تغريد . تغريد = طيور . طيور = تحليق . تحليق = طيران . طيران= سماء . سماء = حرية . حرية = كرامة . كرامة = عزّة . هذه غايات تويتر.”

2012/11/23

~ لحظات طفولة ~


طقوس خاصّة

كانت لدينا حديقة خلفية في بيتنا القديم فيها ما يشتهيه الأطفال من حيوانات.. بعد الفجر كنت أتسابق واخوتي للعب هناك ولنمسك الأرانب والدجاج، وربما بعض البط، والنعام الصغير الذي يركض خلفنا بسرعة مخيفة..
كنا نعتني بـتسع قطط، وكل واحدةٍ لها إسمٌ ولقب.. أمي لم تحب القطط يوماً! لكن أبي كان يقف في صفنا.. وعندما يرى الأمور خرجت عن السيطرة يقف بصف أمي. هكذا تستمر الحياة.

الجرأة والعفوية والمرح هي ماتوقظنا كل يوم، وكالأطفال لاشيء يوقفنا عن قضاء الوقت في اللعب، فهناك نكتشف العالم بطريقتنا.


التفكر الأول

بعد اللعب واستهلاك الطاقة كاملةً.. كانت هناك بقعة خاصة تحت شجرة النخيل القصيرة، سعفها كان كبيراً فلا يسمح لأشعة الشمس بملامسة العشب تحته. كنت أذهب هناك أفترش الأرض لأراقب السماء والسحاب من بين فراغات الأوراق، وتبدأ الشمس الباردة بتوسط السماء شيئاً فشيئاً. هناك، أغمض عيني وأستمع لكل شيء.. وكأنني أرسم عالماً آخر في مخيلتي أراه أمامي، أجمع الأصوات التي أحبها، وأستمع لصوتي وأنا أتنفس.. كنت أمتلك العالم بأسره..  ولا أدري كم تطول هذه اللحظات..

في هذه الفترة يعلن فصل الخريف حضوره في انتظار شتاءٍ بارد.. وهكذا كنت أودِّع الصيف.




2012/07/24

امتنان واحتفال



أسير في خطوات نحو سنة جديدة في حياتي .. لايهمني ما كان وما سأفعله .. لأنني ممتنة لكل شيء.
وضعت رأسي على وسادتي ليلة البارحة.. أفكر بالسنوات التي قضيتها في الحياة..
ممتنة لكل اللحظات.. مدركةً أن حياتي تسيرعلى رحمةٍ من الله وفضلٍ منه..

ممتنة لكل اللحظات، لحظات الفرح والحزن، لحظات اللقاء والفراق، لحظات الفشل والنجاح.. أصدقائي وأعدائي.. ممتنة للحنين والشوق. ممتنة لكل ألوان الحياة ونكهاتها.. ممتنة للنسمات العطرية.. وممتنة لاتساع السماء.
ممتنة لسنوات الطمع لتقديم الخير، ولسنوات العناد لتحقيق الأهداف.

لسنوات من التصادم القوي مع أمواج الحياة.. وتخطيها. سنوات من الجنون والابداع..ورسم العطاء على جدار الحياة. لسنوات المفاجئات المبكية مع الذات.. ولحظات الصدق مع النفس وعتابها..

أيضاً وقفة امتنان ممتلئة للابتسامات.. والأحضان.. والإنسانية.

لست نادمةً على مافات.. تعلمت الكثير ومازلت أعلم أنني لا أعلم الكثير.. وهذا امتننان آخر.

أحب الله .. أحمد الله على كل خير ورزق مقسوم.
البارحة اكتشفت أن حياتي صفحة جمال.. البارحة وضعت رأسي على كرسي ذكريات الماضي وأحلام المستقبل. وأنا ممتنة.

ممتنة لقصص القلب .. ورحلة العقل. ممتنة لتجربة الجرأة والتواضع..
ممتنة للحظات التوكل ولحظات الإيمان..                     

سكنات الفؤاد في الليل وخفقاته فجراً .. حرقة العين انكساراً .. ميول الابتسامة عزةً
لحظات التردد واتخاذ القرارات.. تجربة بحار جديدة والخروج عن مألوف النفس.. ممتنة لطعم الحرية

ممتنة لحبٍ كبير للرسول عليه الصلاة والسلام
ممتنة لذلك وأكثر

اللهم اكتب لي الخير في الدنيا والآخرة وارزقني البركة، اللهم تقبل مني الخير والصلاح، اللهم تجاوز واعف عن السيء من الاعمال.. آمين

لا أريد الاحتفال بمرور سنة أخرى في حياتي .. فحياتي كلها احتفالات :)

2012/07/05

هل يلتئم؟


سأبدأ هنا بالقديم العميق ~ نداء الأقصى.. الظلم والاستبداد.. الخيانة.. التسيب.. القهر.. جراحات غائرة في الوطن العربي.. فهل تلتئم.!!

أدركت أن هناك بشر أصبحوا يؤمنون بأن الحياة بلا وطن حقيقي لا تعني شيئاً.. ففي وطنك تعيش وتحيا وتبني.. تعلمت أن الموت أحياناً بل دائماً في سبيل تحقيق قيم الاسلام الأساسية من عدل وإحسان وإقامة الحياة ما هو إلا حياة الحياة.. وأن الابتسامات الزائفة زائلة.. والأفواه الباكية دائمة.. أدركت أن البكاء سعادة وأن السعادة ناقصة.. هناك تنتصر لحظات الفَرح على الفَرِح، والله لا يحب الفَرِحين.
أصبحت كلمة الانتظار قديمة ولم يعد لها معنى.. أدركت أن النهاية السعيدة تحتاج لبشر لم يخلقوا للحياة التافهة.. أصبح الأمر واضحاً.. فلن تلتئم الجراح إلا بهم.. ستلتئم الجراح ببشر خلقوا لأجل الآخرة فهي خيرٌ وأبقى.


2012/06/22

مسلم ولكن ~ ولكن مسلم

عندما يؤمن الإنسان يرتقي، وعندما يخطئ الإنسان لا يشوه إلا نفسه. فيبقى الإسلام راقياً متفرداً، لارتباطه برسالته وقيمه، لاينفك عنها ولا يذبل ويتقاعس عن التذكير بها مهما طال به الزمن أو قصر وكذلك الإنسان المسلم المتمسك بتلك القيم، يتوافق معها وينسجها في حياته.


الكثير من المواعظ والدروس تزيد من افتخارنا بالإسلام، وأن المسلمين هم أولياء الله وخاصته وأول من سيدخل الجنة، ووو.. لكنه في الحقيقة بلا فائدة إن كان إنساناً مسلماً، ولكن! لايحمل من الإسلام إلا كلمة تلاقاها وورثها عرفاً، كما يحمل الحمار كتباً قيمة كثيرة على ظهره قد يتكلم عنها ويشير إليها دون أن يفقه حقيقةً لماذا هي هناك، مستلقاة على ظهره.. أتساءل؟؟ هل تذكره أكثر بأنه مجرد حمار يحمل الأشياء؟ أم أن صاحب الحمار قد يأخذ أحد الكتب ليضرب به رأسه ليفتح عين عقله؟ أم أن الكتب تفقه أكثر من حاملها وتستغله ليتعلم منها ومنه الآخرين.. أمر مؤسف.. :/


"إقرأ" كلمة أولى في الإسلام، وكثيرة هي الكلمات، وقليل من يأخذها ويستوعبها بشمولية الكون واتساع رسالة الإنسان.. فالقراءة قد تكون تأمل وتفكير.. قد تكون قراءة كتاب أو قراءة دليل أو موقف أو قراءة مساحات الأرض وفضاءاتها وجمال السماء.
الإسلام حطم قيود الخوف من المجهول بهذه الكلمة، ومازال بعض المسلمين، إن لم يكن الأغلبية منهم يخاف ويرتعب إن قلت له فكر أكثر واقرأ، وكأنك تأمره بارتكاب معصية.. وسّع مدارك عقلك وانتبه للحياة، فالحياة كلها محل قراءة لتتعلم أكثر.

الاسبوع الماضي رزقني الله تعالى زيارة الحبيب عليه الصلاة والسلام، ومكه المكرمة بعد غياب أكثر من خمس سنوات.. خلال هذه الفترة تغيرت ملامح عقلي بشكل كبير، فعندما ذهبت هناك كان استقبال كل شيء مختلفاً.


كنت أراقب وأستمتع باختلاف المسلمين وثقافاتهم، ألتمس الأخلاق النبوية فيمن حولي بغض النظر عن هيئته ومن يكون. كان هناك مسلم، ولكن يشبه صاحبنا الحمار.. "لن أقول أكرمكم الله - لأن ذلك ليس من الإسلام في شيء، كما أن الحمار يحمل صفات إيجابية أكثر منها سلبية :))".
عندها تتساءل.. هل الإسلام مظهر وشكل فقط؟ أم قيم وأخلاق ومبادئ وشمول؟ ومن يمتلك الحق بتوجيه الحكم على الناس ونواياهم؟
لماذا لا يعيش المسلم بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام ويستحضر مواقفه وهو يعيش بجانبه.. كيف كان يتصرف مع الآخرين باختلاف ثقافاتهم وشخصياتهم.. كيف كانت ثيابه ومظهره متواضعاً لا يلفت الانتباه؟ وكيف يراعي فقه الأولويات واتساع الحدود في الاسلام وكيف وكيف. لماذا يقسوا المسؤولون عن الحرم على الزائرين ويحترمون من هم على شاكلتهم؟ لماذا؟؟ تناقضات وجاهلية استغربت استماراها بالرغم من تعرضهم للكثير من المسلمين من كل مكان..


كما يوجد المسلم الذي تراه لامس أخلاق نبيه بالرغم من بعده المكاني! لماذا نرى المسلمين الآسيويين أكثر تنظيماً من العرب؟ وتلتمس الابتسامات في وجوه الآخرين وعفوية البعض في العطاء والسلام. لايهمه إلا أن يكون في خيرٍ صافيَ القلب لينشر هذا الشعور لمن حوله. 
هناك من يمتلك حساسية عالية لجمال الخلق النبوي، فتراه لايفعل إلا حسناً ويتجاوز عن السيء وينصح بلطف، يتسامى بشكره وخلقه مع الآخرين ومع المكان الذي فيه. لماذا؟

هناك إجابة واحدة ~ القرب المكاني لايكفي دون القرب الروحي.. لايمكن أن تكون مسلماً متناقضاً تتشاكس مع نفسك وقيمك.. كما قال الدكتور أحمد خيري العمري في تفسيره للآية "ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" الزمر، فلكي تكون مسلماً.. فقط عليك أن لا تتعارض مع قيم الإسلام مهما كانت قيم العرف والمجتمع طاغية.. عندها ستكون في سلام مع نفسك مع الآخرين.

لذلك كن مسلماً ~

2012/06/13

صيفيات ~ 2


فتحت باب البيت فجراً كعادتي في يوم الجمعة، استعداداً لرياضة المشي.. توقفت مستنشقةً رائحة الفجر.. بل رائحة الصيف.. إنها مليئة بالنشاط والدفء.. أحببت الصيف، ومازال يفاجئني بلحظاته الجميلة وتفاصيله المدهشة.
- استقبلتني خالتي عند الباب وهي متذمرة.
خالتي: هند..! في المرة القادمة سنخرج بعد الصلاة مباشرةً فالجو أصبح لا يطاق.
هند: ماذا!!؟ لا، الجو جميل ونسمة الهواء الدافئة لطيفة جداً.
خالتي: إنها لطيفة بالنسبة لك، لن أتعذب في هذا الجو فقط لأنك لا تريدين المشي في الظلام.
هند: سنرى إن كان الجو في الحديقة لا يطاق، فهناك الشجر والماء والعصافير، لن تشعرين بحرارة الجو بتاتاً :))

 هكذا نبدأ لحظات الصيف الأولى .. نستقبله بنسماتٍ دافئة، تحتضن أرواحنا لتخبرنا أن السعادة، والحب، والأمل، والنشاط، والمستقبل جزء منها.. لا تستقبل هذه النسمات بمزاجٍ مغلق ~ ففي الصيف وعند ارتفاع درجة الحرارة يبدأ الهذيان الصيفي، فتبدا جزيئات المخ بالدوران العكسي استعداداً للنشاط والحرية والمرح والكثير الكثير من الجنون.

في الصيف، نستعيد شعورنا بذواتنا أكثر، خاصةً في فترات الظهيرة التي تجعلك تخلو مع من تحب ومع نفسك، تمارس نشاطاتك المفضلة، كالقراءة والترتيب واللعب ومتابعة الشاشات والطبخ وغيرها... كما يحلو اللقاء مع الأحبة في جلساتٍ خفيفة.


وقد تتناول قطعة دائرية من الحلوى بنكهة الكولا أو الكرز.. وتعطي بعضاً منها للأطفال في حديقة المنزل، وهم يلعبون بالطين البارد.. فتقع الحلوى من أفواههم الضاحكة، وتقررون جميعاً أن تذهبوا لغسل الحلوى بالماء المثلج، لتشكل مزيجاً رائعاً من حلوى الصيف.. وما أجمل أن يكون التهام الآيسكريم طقساً اجتماعياً وسبباً لتجمع العائلة.


في الصيف، يصبح السهر عادةً لدى الكثير.. ففي المساء تبدأ الفتيات بوضع خطة لقضاء الليلة في أجواء هادئة، فوضوية في مضمونها، لا شيء يمكن أن يوقف الضحكات الخافتة المزعجة إلا حضور مهيب من أحد الغارقين في النوم، مع نظرة التهديد القاتلة.
لسهر الليل وإبداعه المخيف قصة طويلة.. فما يحدث من إبداع في تلك اللحظات لا يتكرر حتى في قصص الناجحين العظماء.. كأن لطافة الليل في الصيف تُجَهِز مسرحاً حُراً يحتوي طاقة الإبداع المكبوتة، يُحررها ويجمع بينها لتتكامل في إخراجٍ متميز، ينتهي بأجساد متهالكة استسلمت للنوم.


في الصيف، لاوجود لقطرات المطر، لكن الماء الذي يعطر الأعشاب والأشجار، يلهم جسد الطبيعة لتعطي اكثر من ثمارها.. ثمار الصيف غنية ولذيذة، قوية في حضور مذاقها عند أول قضمه.. في الصيف تغسل جدتي يديها الناعمتين بالماء لتلتقط التمر والرُّطَب وتمسح ما علق به من تراب.. كم يكون طعمهُ لذيذاً من بين أناملها. وما أجمل جلسات الشاي وحديثها الممتع مع أبي.




في الصيف يحلو السفر والتجوال.. ويتجمّل البحر لاستقبال أشعة الشمس في الصباح.. وتحلو ليالي السمر فوق الرمال الدافئة، هناك تصبح القصص أجمل ونحن نلتحف السماء الصافية ونتخذ من سواعدنا وسائدَ وثيرة..
ولقصص الصيف دائماً بقية..

2012/05/15

انعكاس اللحظة ~

أتعرف؟ عندما تعيش لحظات الحياة بكل أفكارك ومشاعرك ولا تدري هل أنت بكل قواك الطبيعية! أم أنك تخّليت عن نفسك في الوقت الذي قرَّرَت فيه قوانين المجتمع التخلي عنك!، لأنك ببساطة لا تعيش كما يريدون هم، لم تولد بمعاييرهم المتعارف عليها، تتمرد على بعض القوانين لأنك ترى السعادة في غيرها، وتذوقت معنى حياتك في ذلك..
ثم تراودك الشكوك حول نفسك! هل أنت تمشي على الصراط المستقيم؟ هل ما تفعله سيجعل حياتك أفضل؟ وستكسب فيه الخير الكثير؟
ولكن بالرغم من ذلك ما زلت تؤمن بالله وتؤمن بالرسالة..
ثم تشعر أنك تريد للجميع أن يشعروا بجمال ما ترسمه للمستقبل، بقلمك الغريب الذي ما ان تكتب فيه حتى يراك الجميع بعيون فاحصة مهددة بالهجر والإعراض وتمشي في حاضرك نحو المستقبل بشغف قلمك ولوحتك..



وهناك أصدقاءك الذين تشبههم ويشبهونك.. اكتشفت انهم ابتلاء للصبر والقيم.. فلا أنت مع نفسك أحيانا ولا معهم أحياناً أخرى..
ثم تستسلم للحظة.
وكل ما تريده هذه اللحظة ثلاث سجدات، واحدة في مكة والثانية في المدينة والأخيرة في القدس.
وبالرغم من كل ذلك لاتزال متعلقاً بحبل الإيمان وكلك أمل.. وقد يكون البكاء والحزن دواء مؤقت ومسكن لبعض اليأس..
وثم تستسلم للحظة.

2012/05/02

فجرُ أمي ~


 أتخيل كم ستكون الحياة مباركة إن كانت أمهاتنا تدعوا لنا بالخير، بالبِر نسعى لرضاها ونعطي الخير..
كم سيكون للروتين طعم جميل محبب مختلف في كل فجرٍ وصباح، كيف لو كان "وأمه صدِّيقة" دعاؤها ما إن يطرق باب السماء حتى يفتح لها بالعطايا؟
البر وصلة الأرحام نعمة فطرية، خُلقنا عليها ونُثاب عليها..
لا أجمل من ذلك.. كما لو أنك تعمل في وظيفة تعشقها وتأخذ عليها أجرك.


في صباح كل يوم تنهض أمي من فراشها الدافئ لتناجي الرحمن.. ثم تعد لنا الإفطار بحركات ثقيلة..
وكأن قلبها يأمر وجسدها المتعب يوسوس لها بالعودة للراحة، أتساءل!! هل ما تفعله من باب المسؤولية أم لأن وعاء قلبها يريد أن يمتلئ بنا في الصباح لتستعيد قوتها من الحب الذي تمزجه بالطعام؟ ~ فجر أمي

في الصباح تمسك أمي بمصحفها على الطاولة ويدها الأخرى تعد الشاي وتحركه برفق.. هل لأنه لا وقت لديها للانتهاء من الاثنان معاً أم لأنها تريد مزج بركة ما تقرأ في ابريق الشاي؟ ~ فجر أمي

في الصباح تجمع أمي ملابسنا المكَوّمة لترميها في سلّة الغسيل.. ترمي معها همومنا وتعبنا الملتصق في رداء الأمس لنستبدله برداءٍ مليء بالإيمان وبالحب والأمل ~ فجر أمي

في الصباح نسمع أحاديث وهمسات خفيفة على طاولة الطعام .. أسئلة و حكايات قصيرة تنتهي بسرعة فوقت السعي وراء رزق الحياة قد حان.. ونحن ننهض من الكرسي أو نخرج من الباب تراقب أمي الطاولة لتتأكد أن كل ما مزجته وحركته من حبها وإيمانها والأمل في عينيها قد تم التهامه.



فجرٌ روتيني نجد كل يومٍ فيه درس جديد .. فالله يبارك لأمته في بكورها .. ولأن الأم جزء من بركةِ كلِ بكور.

2012/03/26

حدائق جديدة


علمتنا السنة الماضية أن الشعوب تثور على حاكمها وتطالب بحياة كريمة آمنة.. وبعدها يفهم الحاكم أنه وقع في شر أعماله، إلا أن الموضوع في قطر مختلف، فالثورة يجب أن تكون من الشعب إلى الشعب نفسه، وبقليل من الإحساس بالمسؤولية.. وبعدها نكون بخير.
ما أكتبه هنا يعبر عن رأي شخصي ويشرح بعض فئات المجتمع. فكل المجتمعات فيها الصالح والطالح، وهذه المفاهيم وغيرها تختلف من شخصٍ لآخر ومن مجالٍ لآخر، فالمواطن الصالح في مجتمعنا يمارس سلوكيات بناءً على معتقد مشترك محمود، وفي مجتمعات أخرى يعد هذا السلوك انتقاص للأفراد وسوء تصرف.

قليل من الإحساس، وقليل من الشباب يشعر بأن دوره يتخطى حدود قطر الجغرافية، ويتخطى حدود علاقاتنا مع القطريين في بلادنا. فنحن نعيش في بلدٍ متنوع الثقافات والأديان والأفكار، ومازلنا نعاني من تقوقع الشباب على نفسه في معزلٍ عن العالم "الداخل خارجي".
وفضاء التكنولوجيا زاد من اتساع ما نتعامل ونتعايش معه، فلا نستطيع إنكار كل ذلك ونبقى نتعامل مع بعضنا كما كنا في السابق، ولا يمكن أن تستمر المفاهيم كما كانت. ومن يقول أننا نستطيع الإبقاء على مفاهيمنا كما هي، فستكون سلوكياتنا وحياتنا ظلماً ومسخاً للإنسانية، لأنه بإحضار مفهوم قديم على واقع جديد هو ظلم لهذا الواقع ومسخ لهُويته.

الكثير من المفاهيم تلعب دوراً هاماً في تشكيل شخصية الفرد وسلوكه اتجاه مجتمعه وحياته. لكن ماهي المفاهيم الأساسية التي يجب إعادة صياغتها في مجتمعنا لنشكل فرداً واعياً بواقعه، ومدركاً لأهمية وجوده ودعمه لحركة قطر التنموية، وقبل هذا ليعيش بانسجام مع نفسه وأسرته وحياته.

مفاهيم كثيرة حولنا توارثناها، وما كتبها الله علينا، ثم يقوم البعض بقلبها كلياً لتصبح قاتلة للمجتمع والفرد، وسلبية في تجسيدها على الواقع. نشاهد ونسمع يومياً قصصاً مختلفة اجتماعية واقتصادية وسياسية وصحية ...الخ قاتلة للفرد والمجتمع، وما خفي أعظم. ثم نطالب بحل لهذه المشكلات بعصا سحرية!! أعتقد أن علاج المشكلة يجب أن يكون من جذورها العميقة، ومن تهيئة الجو المناسب لينمو العلاج بقوة، فقتل المشكلة لا يكفي إن لم نزرع حلولاً تنبت حدائق مثمرة مفيدة يعيش فيها الجميع.



الشباب يحتاج لحدائق جديدة من المفاهيم التي تفتح أفاقه وتحدد مساره بوضوح ليشارك فعلياً في رؤية قطر، الشباب يحتاج لأن يشعر بدوره الفعلي الحضاري الإنساني المهم، فالنعيم الذي يعيشه لن يبقى نعيماً في المستقبل إن أساء استخدام مفاهيمه.. وثم من سيخرجنا إن وقعنا في شر أعمالنا؟!

2012/01/11

قوة التكنلوجيا في الحياة ~ The power of technology in life


كتبت هذه المقالة تلبيةً لمدير عملي, أراد أن يرى وجهة نظري في التكنلوجيا.. أرجوا أن تكون خفيفة وممتعة وفاتحة للآفاق.
------------------

في الحياة يسعى الانسان للعلم منذ صغره, فنحن في رحلة تعلم مستمرة حتى وإن لم يكن في المدرسة بطريقة مقصودة,  فالله تعالى خلق الكون وسخره للانسان ليكون وسيلةً للتعرف عليه, والخوض في الكون وبناءه هو أصل وجودنا, ومنذ بدأت التكنلوجيا في الدخول لحياتنا اليومية والشخصية, تطورت مفاهيم البشر وتطور تعامله مع الكون والحياة.
بدأت كافة قطاعات دولة قطر بتوجيه أهدافها ومشاريعها لتحقيق رؤية قطر 2030, تماماً كما خُطِط لها في الرؤية التنموية, وللمجلس الأعلى للاتصالات وتكنلوجيا المعلومات دور مهم وكبير جداً لبناء البنية التحتية والتواصل بين القطاعات المختلفة, وأيضاً لبناء المعرفة وزيادة مهارات الابتكار والاكتشاف لكافة المجالات.  وتعتبر التكنلوجيا قوة؛ من امتلكها فقد امتلك العلم والمعرفة، فاليابان مثلاً الدولة الرائدة في هذا المجال وأكثرها تطوراً في التكنلوجيا وأكثرها ابداعاً في استخدام التكنلوجيا في نشاطات الحياة المختلفة, لذلك فشعبها يتميز ويتنافس في العلوم، إن التكنلوجيا هي قوة للحياة وهي العلم الذي يولد علوماً.
ساهمت التكنلوجيا في بناء جيل يستطيع التعامل مع الآلة والعلوم بطريقة سريعة وقوية, تماما كما نرى الآن الأطفال وهم يتعاملون بسهولة مع التكنلوجيا. وكما نرى كافة فئات المجتمع تسعى لتتعلم كيفية استخدامها. وساهمت التكنلوجيا بتسهيل كافة نشاطات الحياة, في البيت والمدرسة والعمل والشارع والسوق والحدائق... الخ, إن أحسن الانسان استخدامها والتعامل معها.
دائماً أتصور أن التكنلوجيا هي العلم الذي يعد جاهلاً من لم يعرف التعامل معه, فهي وسيلة لاكتشاف علوم أخرى واختراعات جديدة ومعارف مبتكرة باستمرار. تطور التكنلوجيا هو تطور للعلم, وكلما تطور العلم تطورت التكنلوجيا, فبينهما علاقة متبادلة ومستمرة.

---------------------------------

The power of technology in life

From a young age, the human always seeks knowledge in life; the journey is still continuing, although it’s not in schools in an intended manner. Allah created the universe and harnesses it to be the way to know him.  So, engaging with the universe and building it is the cause of our existence.
Since technology began to enter our personal and daily lives, the concepts of human beings have developed, and their dealing with the universe and life has developed.
All sectors in Qatar are moving forward to achieve the vision of Qatar 2030 by guiding its’ objectives and projects just as planned in the development vision, and the Supreme Council for Information & Communication Technology's role is important to build the infrastructure and communication between different sectors, and also to build knowledge and increase the skills of innovation and discovery for all areas. Technology is a force; who owns it will have had the knowledge and science, Japan for instance, is the leading country in this area and the most advanced technologically and most innovative in the use of technology in the daily activities of life, so its people have a competitive advantage in science. The technology is the life force which is the science that generates sciences.
Technology has contributed to build a generation that is capable of dealing with machines and sciences in a fast time, just as we now see children who are dealing with technology so easily. We can also see all the community groups are seeking to learn how to use them. Moreover, technology contributed to facilitate all the activities of life, at home, school, work, street, market and gardens ... Etc., if it’s been used by its best and managed well.
I always thought that technology is the science which is ignorant who does not know how to deal with it. It is a means to discover different fields of science and other new inventions and innovative knowledge constantly. Technological evolution is the evolution of science, as the development of science and technology has evolved, between them a relationship of correlation and continuity.