2011/04/02

تكنوهند - الكمبيوتر


لكل منا مواقف في حياته, ولكل منا خبرة ومعلومة استفادها من الحياة. من بين أوراق حياتي اخترت قصصاً بدأت معي منذ الطفولة..واستمرت معي وتطورت.. من بينها أوراق عاشها الكثير, وبعضها كانت تجارب خاصة.

 
قصصي مع التكنلوجيا, نعم.. لقد كانت التكنلوجيا جزءً من طفولتي.. قليل من العبقرية لم ألحظها إلا عندما أتذكر ماكان يحدث معي من مواقف تكنولوجية.


اللقاء الأول


إليكم ماحدث عندما أحضر والدي جهاز"الألعاب الجديد" إلى المنزل .. حسناً لم يكن كذلك حقاً بل كان جهاز كمبيوتر "صخر" للطباعة والرسم والجدولة.. كنا نلعب به بعد الانتهاء من حل الواجبات المدرسية.
كنت حينها في الثامنة, واخوتي بين الثالثة والسادسة.. والقانون هو "للصغار الأولوية في اللعب". كنت أتشوق للمس الجهاز بنفسي دون ازعاج من الآخرين.. كنت أريد اكتشاف مافيه وماذا يفعل كل زر من الأزرار.. وويلٌ لمن يلمس الجهاز بغير استئذان, وويل لمن يلمس شيئاً غير الألعاب... لكن لم يقف الموضوع إلى هذا الحد فكان لابد من التجربة.. حاولت أن ألمس الأزرار كل مرة ومع كل مدة اصبع أرى يداً تمتد على اصبعي لتبعده, دون فائدة. وحاولت أن أقنع والدتي بتجربة الطباعة عليه لأكتب قصة.. وبالفعل تم الاقناع .. وأخيراً فتحنا شيء آخر غير اللعب.. :) إنتصار

هذه أول مقابلة بيني وبين جهاز كمبيوتر في حياتي.. صخر صناعة 1986 .. ومازلت محتفظة بهذا الجهاز ^_^




اللقاء الثاني


خالتي تعمل مدرسة حاسوب للمرحلة الثانوية. كنت حينها في الاعدادية ومتشوقة لحصص الكمبيوتر جداً.. كنت أرى شاشة التوقف شيء خيالي ورائع ويجب علي معرفة كيف أكتب اسمي على الشاشة ليظهر بعد دقائق>>  (**)" ... زادت زيارتي لخالتي حتى ألعب بالشاشة,, لم يكن عندي جهازي الخاص بعد. بعدها بفترة قصيرة احترفت الكمبيوتر وأصبح يشغل معظم وقتي خصوصاً أنني دخلت المرحلة الثانوية وأصبح لدينا الكثير من الواجبات الكمبيوترية.

أما مادة الكمبيوتر فهي مملة جداً جداً.. فقد تخطيت مرحلة الأساسيات. المعلمة دائماً تشرح معنى الفأرة والإغلاق والتصغير والحفظ.. كان شيئاً مملاً.. وفي التدريبات العملية كانت تجلس ثلاث طالبات على كمبيوتر واحد, وهذه المأساة الكبرى التي جعلتني أفكر بصدق بشراء جهاز خاص بي أتدرب به في المنزل لوحدي بعيداً عن تسلط الطالبات وحبهن لامتلاك الجهاز لهن وحدهن.. حسناً ربما لأنها لا تعرف كيف تمسك الفأرة! وربما لأن الحصة انتهت ولم ننتهي من حل التدريب..!

من عادة والدتي أن تخبئ لنا عطايا العيد من ريالات وقروش. فمنذ نعومة أظافري لم أرى منها شيئاً إلا خمسون ريالاً بعد العيد مباشرة لأشتري بها الهدايا. ثم تأخذ الباقي حتى لا تُصرف على الحلوى والأمور التي لاتنفع ولأستفيد منها في المستقبل.. شكراً أمي, فقد كنت أغنى فتاة بين صديقاتي عندما كنت في المرحلة الثانوية..وصلت ثروتي حينها لعشرة آلاف ريال,, لا أمزح :) عندها عرفت معنى النقود وقيمتها..

وهاهو جهازي الخاص بي في الغرفة.. متوسط الحجم, شاشة نظيفة, لوحة مفاتيح, وهارد دسك كبير.الخ. اشتريته بنقودي ^_^ لا طالبات لا ازعاج .. انا والكمبيوتر وحدنا تحت ضوء المصباح.. وجاء وقت الاكتشاف
كنت أقرأ كل شيء يظهر من مشكلات وأحلها بنفسي, أحاول اكتشاف الرابط بين الاجراءات والأخطاء, وأحاول فهم أسرار لوحة المفاتيح والبرامج المتنوعة واحداً واحداً.. حتى أنني كنت لا أقوم بخطوة إلا عندما أتأكد أنها لن تعطل شيئاً آخر.. أصبحت أفضل من خالتي في الكثير من الأمور.. شعور بالانتصار على هذا الجهاز.


ومع مرور الوقت اكتشف الذين من حولي قدرتي الهائلة على فك رموز الكمبيوتر "كما يعتقدون".. لست بالخبيرة, لكن عندما يكون الانسان وسط بيئة لاتعرف شيئاً عن موضوع معين.. ويكون لديه المعلومة البسيطة المنقذة, يصبح هو البطل المغوار الذي يستنجدون به وقت الأزمات..

حينها يعاتب الانسان نفسه على هذا العلم الذي عنده ويندب حشورة أنفه فيما لايعنيه من أمور,, فالآن لا مفر من أن يناديك أحدهم لتصلح له جهازه المعطل الذي سيحترق, لتكتشف أن العناء كله والمسافة التي قطعتها والواجب المهم الذي كنت تقوم به.. كان لمجرد ضغطة زر واحدة تنهي الموضوع. في البداية تشعر أنك البطل,, ثم يستعينون بك في المدرسة والجامعة والبيت والعمل وكل مكان ...!؟ حسناً في النهاية أنت تقدم المساعدة وتزرع الفرحة وتساعد على إتمام الأعمال وتكسب الأجر... رائع.

شكراً للمتابعة.. أتمنى أنها أعجبتكم.

في هذه القصة تعرفتم على رحلتي مع الكمبيوتر.. في القصة التالية ستكون رحلتي مع التلفاز.