2013/09/20

صيفيات - 3


دائماً نجد متسعاً من الوقت للاسترخاء وللضحك..
تلك اللحظات التي نسرقها من بين الأيام لاتقدر بثمن.. لحظات السعادة هي التي يجب استثمارها.. لحظات بسيطة بدايةً بمراقبة النمل وأخرى بالتمرغ في السماء.. فالسعادة اختيار.

في الصيف نهرب من الحرارة لأننا نعتقد أن الحرارة لاتساوي السعادة.. وننسى أن بامكاننا صناعة السعادة في أجواءٍ حارة.

في الصيف نستمتع بنسيم البحر ودفئ صدفاته النائمة، نراقب الطفل الذي يركض مع صديقيه بملابس البحر المرحة بالألوان، نمرغ أقدامنا في زَبدٍ أبيض يخطف منها ماعلق من رمال..

الشمس والبشرة صديقان حميمان.. وجودهما معا ينتج لوناً أسمراً يشبه الشوكولاه.. وعندما تتهيأ الأجواء مصحوبة بملح البحر تكتمل القصة.. وتبدو عليهما السعادة.


يأتي الصيف بحرارته فتبدأ جزيئات المخ بالدوران العكسي معلنةً طاقة غير عادية للمغامرة.. لايهم إن اعتقد الآخرون أننا مجانين.. لأن المجنون من يترك فرص السعادة تفلت من يديه سارقةً معها شباب الروح.
يأتي الصيف .. وترتفع درجة الحرارة وتتبعها حماسة القلب مما ينتج مخلوقاً يشبه الأطفال لكنه أكبر من الحياة.. إنها المتعة المباحة.



السفر مغامرة صيفية نجد فيها أنفسنا في وجوه الناس ونعيش فيها بسكن يشبه بيتنا في تجرده.. نحاول رسم صورة مقاربة لحقيقتنا ونرسم السعادة.

نسير خطوات لم نسرها من قبل وننظر في خلق الله.. نتفكر.. نتعلم.. نبدع.. نتجرأ أحياناً للجمال.. ونخاف من الفشل.. ونحاول دائماً.. نعلم جيداً أننا في النهاية خلقنا لأشياء جميلة نحبها وتحبنا.



هدوء الصيف قاتل إلا لضوضاء العقل.. تخمد الجوارح في جو حار ورطب.. ويعمل العقل بوعي روحي وحضور جميل.. تتحدث مع نفسك عن الأمنيات بصوتٍ عالٍ تسمعه أنت فقط.. تراها كالسراب وسط الصحراء وتنعشها بدعاء لتتحول لواحة حقيقية.

صديقي الصيف.. تأخرت عليه هذه السنة.. لكنني لم أنسى أنه في القلب أستطيع استعادة لحظاته باستدعاء تفاصيلها في أي لحظة.
ودائماً يعود الصيف بشكل جديد.. هذه المرة على غير عادته يفاجئني بأرزاق أحبها

كجنون السعادة البريئة وشكر للجمال والخير والحب والحلال.

إلى اللقاء صيفي العزيز n_n

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق