فتحت باب البيت فجراً كعادتي في يوم الجمعة،
استعداداً لرياضة المشي.. توقفت مستنشقةً رائحة الفجر.. بل رائحة الصيف.. إنها مليئة
بالنشاط والدفء.. أحببت الصيف، ومازال يفاجئني بلحظاته الجميلة وتفاصيله المدهشة.
- استقبلتني خالتي
عند الباب وهي متذمرة.
خالتي: هند..! في المرة القادمة سنخرج
بعد الصلاة مباشرةً فالجو أصبح لا يطاق.
هند: ماذا!!؟ لا، الجو جميل ونسمة الهواء
الدافئة لطيفة جداً.
خالتي: إنها لطيفة بالنسبة لك، لن أتعذب
في هذا الجو فقط لأنك لا تريدين المشي في الظلام.
هند: سنرى إن كان الجو في الحديقة لا
يطاق، فهناك الشجر والماء والعصافير، لن تشعرين بحرارة الجو بتاتاً :))
في الصيف، نستعيد شعورنا بذواتنا أكثر،
خاصةً في فترات الظهيرة التي تجعلك تخلو مع من تحب ومع نفسك، تمارس نشاطاتك المفضلة،
كالقراءة والترتيب واللعب ومتابعة الشاشات والطبخ وغيرها... كما يحلو اللقاء مع الأحبة
في جلساتٍ خفيفة.
وقد تتناول قطعة دائرية من الحلوى بنكهة
الكولا أو الكرز.. وتعطي بعضاً منها للأطفال في حديقة المنزل، وهم يلعبون بالطين البارد..
فتقع الحلوى من أفواههم الضاحكة، وتقررون جميعاً أن تذهبوا لغسل الحلوى بالماء المثلج،
لتشكل مزيجاً رائعاً من حلوى الصيف.. وما أجمل أن يكون التهام الآيسكريم طقساً اجتماعياً
وسبباً لتجمع العائلة.
في الصيف، يصبح السهر عادةً لدى الكثير.. ففي المساء تبدأ الفتيات بوضع
خطة لقضاء الليلة في أجواء هادئة، فوضوية في مضمونها، لا شيء يمكن أن يوقف الضحكات
الخافتة المزعجة إلا حضور مهيب من أحد الغارقين في النوم، مع نظرة التهديد القاتلة.
لسهر الليل وإبداعه المخيف قصة طويلة..
فما يحدث من إبداع في تلك اللحظات لا يتكرر حتى في قصص الناجحين العظماء.. كأن لطافة
الليل في الصيف تُجَهِز مسرحاً حُراً يحتوي طاقة الإبداع المكبوتة، يُحررها ويجمع بينها
لتتكامل في إخراجٍ متميز، ينتهي بأجساد متهالكة استسلمت للنوم.
ولقصص الصيف دائماً بقية..
حرفٌ يستحق الثناء في جميع فصول السنه
ردحذف:)) شكراً لحسن ظنكم وجزاكم الله خيراً
حذف