أتخيل كم ستكون الحياة مباركة إن كانت
أمهاتنا تدعوا لنا بالخير، بالبِر نسعى لرضاها ونعطي الخير..
كم سيكون للروتين طعم
جميل محبب مختلف في كل فجرٍ وصباح، كيف لو كان "وأمه صدِّيقة" دعاؤها ما
إن يطرق باب السماء حتى يفتح لها بالعطايا؟
البر وصلة الأرحام نعمة فطرية، خُلقنا عليها
ونُثاب عليها..
لا أجمل من ذلك.. كما لو أنك تعمل في وظيفة تعشقها وتأخذ عليها
أجرك.
في صباح كل يوم تنهض أمي من فراشها الدافئ
لتناجي الرحمن.. ثم تعد لنا الإفطار بحركات ثقيلة..
وكأن قلبها يأمر وجسدها
المتعب يوسوس لها بالعودة للراحة، أتساءل!! هل ما تفعله من باب المسؤولية أم لأن
وعاء قلبها يريد أن يمتلئ بنا في الصباح لتستعيد قوتها من الحب الذي تمزجه
بالطعام؟ ~ فجر أمي
في الصباح تمسك أمي بمصحفها على الطاولة
ويدها الأخرى تعد الشاي وتحركه برفق.. هل لأنه لا وقت لديها للانتهاء من الاثنان
معاً أم لأنها تريد مزج بركة ما تقرأ في ابريق الشاي؟ ~ فجر أمي
في الصباح تجمع أمي ملابسنا المكَوّمة
لترميها في سلّة الغسيل.. ترمي معها همومنا وتعبنا الملتصق في رداء الأمس لنستبدله
برداءٍ مليء بالإيمان وبالحب والأمل ~ فجر أمي
في الصباح نسمع أحاديث وهمسات خفيفة على
طاولة الطعام .. أسئلة و حكايات قصيرة تنتهي بسرعة فوقت السعي وراء رزق الحياة قد
حان.. ونحن ننهض من الكرسي أو نخرج من الباب تراقب أمي الطاولة لتتأكد أن كل ما
مزجته وحركته من حبها وإيمانها والأمل في عينيها قد تم التهامه.
فجرٌ روتيني نجد كل يومٍ فيه درس جديد ..
فالله يبارك لأمته في بكورها .. ولأن الأم جزء من بركةِ كلِ بكور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق