طقوس خاصّة
كانت لدينا
حديقة خلفية في بيتنا القديم فيها ما يشتهيه الأطفال من حيوانات.. بعد الفجر كنت أتسابق واخوتي للعب هناك ولنمسك الأرانب والدجاج، وربما بعض البط، والنعام الصغير الذي يركض خلفنا بسرعة مخيفة..
كنا نعتني بـتسع قطط، وكل واحدةٍ لها إسمٌ ولقب.. أمي لم تحب القطط يوماً! لكن أبي كان يقف في صفنا.. وعندما يرى الأمور خرجت عن السيطرة يقف بصف أمي. هكذا تستمر الحياة.
الجرأة والعفوية والمرح هي ماتوقظنا كل يوم، وكالأطفال لاشيء يوقفنا عن قضاء الوقت في اللعب، فهناك نكتشف العالم بطريقتنا.
بعد اللعب واستهلاك الطاقة كاملةً.. كانت هناك بقعة
خاصة تحت شجرة النخيل القصيرة، سعفها كان كبيراً فلا يسمح لأشعة الشمس بملامسة العشب تحته. كنت أذهب هناك أفترش الأرض لأراقب السماء
والسحاب من بين فراغات الأوراق، وتبدأ الشمس الباردة بتوسط السماء شيئاً فشيئاً. هناك، أغمض عيني وأستمع لكل شيء.. وكأنني أرسم عالماً آخر في مخيلتي أراه أمامي، أجمع الأصوات التي أحبها، وأستمع لصوتي وأنا أتنفس.. كنت أمتلك العالم بأسره.. ولا أدري كم تطول هذه اللحظات..
في هذه الفترة يعلن فصل الخريف حضوره
في انتظار شتاءٍ بارد.. وهكذا كنت أودِّع الصيف.
الخيالات مع الاطفال هي أجملها , وأقربها للقلب دائما كلمات أنيقة عزيزتي .
ردحذف