تسمو بروح الأوفياء ~ تشجيع الله يخليكم
تجمّع الأطفال والأهل والأصحاب في ساعات الفجر الأولى على مقاعد العروض
العسكرية, الكل ينتظر وصول الأمير حمد بن خليفة والشيخ تميم بن حمد وابتداء العرض
العسكري..
برودة في الجو ودفء الشمس على كورنيش الدوحة وأصوات ضحكات الأطفال, وتنوع
الحضور بين مواطن ومقيم من مختلف الجنسيات. وبالرغم من ذلك رأيت أن عدد المواطنين
كان أكثر.
أسعدني تواجد الشرطة المنظمين وحرصهم على راحة الجميع في مشاهدة العرض, أعجبني
تفاهم وتعاون الناس في تلك الساعات.
توقع عالي
دائماً ما أتخيل ماسيحدث في أي زيارة قبل الذهاب إليها. لذلك وضعت توقعاتي
قبل الذهاب للعرض العسكري. تخيلت وجوه الناس المبتسمة والتصفيقات الحارة وسعادة
وجه الامير عندما نقوم بتحيته بحماس.
فلقد قدم الكثير لقطر ولشعبه الوفي, الكل يعلم عن زيادة الرواتب والتخطيط
لكأس العالم والانجازات السياسية الدبلماسية في الوطن العربي, وإجازة يوم "الأحد". كل هذا يستحق منا أن نقف احتراما وتقديراً له, طبعاً.
عودة للواقع
هل هذا فعلاً ماحدث؟ ماتخيلته؟
حسناً.. بعد انتظار ساعتين بدأت المعزوفات العسكرية وبدأ الناس يشعرون
بالنعاس.. وصلت سيارات الحرس الأميري الأولى وتحمس الناس "قليلاً" وتحمست "كثيراً" وصل الأطفال لتحية الأمير.. صفق القليل من الجمهور لمدة
"قصيرة جداً" تشجيعاً لهم, أو ربما لأنهم شاهدوا إبناً لهم يقف لتحية
الأمير. ولم يصل الامير بعد.
قلت في نفسي,,"يفضل أن تكونوا أكثر حماساً عندما يأتي الأمير" >_>
بدأ الأطفال يستعدون لوصول الأمير فأخرج الأولاد سيوفهم وأمسكت الفتيات بسلالهم
المليئة بالريحان, عندها تحمس الناس أكثر.. وعندما أتكلم عن الحماس فهو كالتالي.. "صفقتين + امسك بالكاميرا حتى لاتفوتك اللقطة".
زادت حركة المنظمين ووصلت سيارات الأمير.. ارتفعت أصوات الأبواق والتصفقيات
والصراخ..
ولاح أمام أنظارنا الأمير بيده التي تحيي الجمهور وبابتسامته اللي"مالها
حل" كما قال الشاب الذي يجلس أمامنا بعد أن أخذ صورةً له بدلاً من أن يحييه.
لاأدري ماسمعتم وماشاهدتم لكن الناس انشغلوا بتصوير الحدث وإسعاد أنفسهم
بدلاً من شكر وتقدير الأمير كما يجب.. شعرت أن مافعله الأمير طول هذه السنة يستحق
"حماساً" أكثر من ذلك.. على الأقل صفقوا بحرارة ومن قلبكم.. اتركوا
الكاميرات واستغلوا هذه اللحظات لإيصال حبكم وتقديركم له.
جانب العرض العسكري
هل تعلمون أن نصف الجيش يكون هناك ليقدم لكم العروض؟ هل تعلمون أن النصف
الآخر يقوم بتركيز الحماية لمنطقتنا وأنتم تستمتعون بمشاهدة الآليات والملابس
والأمور الأخرى التي تدهش أنظاركم كما لو كنتم صغاراً؟
هل تعلمون أنهم يتدربون من أجل هذه اللحظات لشهور؟ وأن هناك أفراد من الجيش
ممن يترك لحظات الاستمتاع بهذا اليوم والجلوس مع أبناءه ليحمي الوطن.
ألا يستحق هؤلاء صوتاً مشجعاً أعلى من صوت فلاش الكاميرات؟ نعم يستحقون.
نعم استمتعنا.. وكان هناك من يشجع بصدق ويشكر بصدق, رأيت التعاون
والابتسامات والأطفال يرفعون الأعلام والكلمات التشجيعية للشرطة المنظمين من الحضور.. لكن مازال هناك فئة كبيرة تفضل المشاهدة من بعيد.. بصمت.. وأنا لا أفهمهم أبداً
أبداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق